“The Swimmers”.. أحلام العائلة والأصدقاء بقبضة شقيقتين تحديتا القهر والألم

فيلم “The Swimmers” أو “السباحتان” كان أحد أبرز الأفلام التي انتظر الجمهور عرضها خلال الفترة الماضية عبر منصة نتفليكس، وايضًا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ44، حيث إن الفيلم حقق ردود أفعال إيجابية خلال عرضه بالمهرجان، كما أنه نال إشادة جماهيرية كبيرة بمجرد عرضه على المنصة الشهيرة.

فيلم “The Swimmers” دارت أحداثه في إطار من الدراما والسيرة الذاتية، حول رحلة ملهمة قامت بها الشقيقتان السباحتان يسرا وسارة مارديني، بعد فرارهما من سوريا بسبب الاضطرابات والأزمات السياسية، مرورا إلى أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وكيف نجحت كل منهما في تحقيق أهدافها رغم الصعوبات التي واجهتهما.

ناتالي ومنال عيسى تعبران بصدق عن مشاعر الحب والغيرة بين الشقيقتين

الفيلم الذي يرصد قصة الشقيقتين الشهيرتين، اختارت مخرجته أن تستعين بشقيقتين أيضًا من أجل أداء دور البطولة بالعمل، واختارت الأختين منال وناتالي عيسى لتقديم دور سارة ويسرا مارديني، فلم يكن هناك أنسب من وجود شقيقتين في الواقع لتقدمان مشاعر الأخوة الحقيقية على الشاشة بشكل صادق.

ونجحت الأختين ناتالي ومنال في تقديم مشاعر متناقضة قد تمر بها أي شقيقتين، فمشاعر الحب والخوف كانت مسيطرة عليهما بقوة في المواقف الخطرة، لكن أيضًا الغيرة ظهرت بينهما في مواقف أخرى، سواء بسبب اهتمام الوالدين بإحدى الفتيات على حساب الأخرى، فيما ظهرت أيضًا مشاعر الغيرة عندما كانت يسرا بصدد تحقيق حلمها والوصول للأوليمبياد، في حين أخفقت يسرا في تحقيق نجاح مماثل في تلك الرياضة التي أخذت من عمرهما الكثير، لتنشب بعدها مشادة بين الأختين تتسبب في خروج كل منهما مشاعرها تجاه الأخرى ثم خصامهما لفترة.

قصة طويلة بدون ملل 

رغم أن مدة العمل زادت عن الساعتين، إلا أنه لم تشوبه أي لحظات من الملل، بل على العكس، كان المشاهد متيقظًا لكل حدث وموقف تتعرض له الشقيقتين في ظل الأحداث الصعبة التي كانتا تمران بها، سواء منذ تواجدهما في سوريا وتعرضهما للعديد من الكوراث، وأيضًا خلال رحلتهما من أجل مغادرة سوريا واللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية، وحتى بعدما تجاوزتا صعاب تلك الرحلة، خاضت كل منهما رحلة أخرى شكلت مصيرهما وأحلامهما.

المآسي والمحن والأهوال التي يتعرض لها اللاجئين

الفيلم سلط الضوء على المآسي والأهوال التي يتعرض لها العديد من اللاجئين خلال رحلتهم من الخروج من الوطن والتوجه إلى دول أوروبية أخرى؛ وذلك بشكل مؤثر مليئ بالأحداث التي لم يكن يتوقعها البعض حول حياة اللاجئين ومعاناتهم سواء خلال الرحلة الخطرة في البحر، وحتى في أسلوب المعيشة الذي يسيطر على حياتهم بعد السفر، وانتهاك خصوصيتهم نظرًا للعيش في تجمعات كثيرة داخل مكان واحد كبير.

تحقيق أحلام الكثيرين

ربما كانت الأزمات التي تعرضت لها كل من يسرا وسارة مارديني، سببًا في تحقيق كل منهما لأحلامهما الخاصة، وأحلام عائلتهما وأصدقائهما التي لم يوفقوا في تحقيقها بأنفسهم، فقررت يسرا أن تواصل استكمال مسيرتها في رياضة السباحة وكافحت من أجل الوصول لأولمبياد ريو دي جانيرو، فلم يكن هذا حلمها بمفردها، بل كان حلم والديها وشقيقتيها، وابن عمها الذي ساعدها في الخروج بأمان من الوطن، وأيضًا كان حلم مدرب السباحة الخاص بها والذي آمن بموهبتها منذ اللحظة الأولى.

أما سارة فقد وجدت هدفها في مساعدة اللاجئين الذين تعرضوا لأزمات مماثلة لما تعرضت له، فقررت أن تحاول توفير عليهم العديد من المحطات الصعبة لتجنبهم ما مرت به هي وشقيقتها وابن عمهما.

تميز أحمد مالك وظهور لافت للنجم العالمي ماتياس شواجوفر

النجم المصري الشاب أحمد مالك بالرغم من أنه ظهر خلال الفيلم وأدى دور شاب سوري يدعى نزار، إلا أن الدور كان بمثابة تحد له، حيث إن تلك المرة الأولى التي يؤدي فيها باللهجة السورية لكنه نجح في هذا التحدي وبرع في تقديم دوره، وعكس مشاعر الشاب الطموح المحب للموسيقى والذي يتمنى أن يحقق مستقبل أفضل لنفسه ولمن حوله.

وبجانب ظهور أحمد مالك المؤثر والذي نال إعجاب وتفاعل الجمهور المشاهد، كان أيضًا ظهور النجم العالمي ماتياس شواجوفر بمثابة مفاجأة للجمهور، حيث إنه قدم دور المدرب سفين الذي آمن بموهبة يسرا مارديني وحرص على مساعدتها من أجل الوصول للأولمبياد، ليحقق حلمه معها أيضًا.

وبالرغم من أن ماتياس اشتهر بأدوار البطولة المطلقة في العديد من الأعمال العالمية، إلا أنه لم يظهر سوى في النصف الثاني من العمل، خلال مشاهد معدودة، إلا أن وجوده كان مؤثرا بالأحداث وصاحب أداء صادق ومشاعر متنوعة بين الحب والسعادة بتحقيق الذات.

ومن المعروف أن ماتياس شواجوفر هو ممثل ومنتج ومخرج ألماني من مواليد 11 مارس 1981 في آنكلام، وهو من عائلة فنية فوالده الفنان مايكل شويجوفر، ووالدته الفنانة جيتا شويجوفر، وشارك في مجموعة الدراما في مدرسته الثانوية في كيمنتس بألمانيا، وكان أول عمل له الفيلم الروائي “Changing Skins”، وشارك في العديد من الأعمال منها “You Are Wanted، The Most Beautiful Day، The Manny، Vaterfreuden، Soloalbum، Off Beat، Eight Miles High”.

الصور من حساب منصة نتفليكس وأحمد مالك بانستجرام والبرومو المرفق.